حضور المرأة الصوفية في المجتمع الجزائري (لالة زينب نموذجاً)

 

المؤلف : الباحث أمين أحمد 

المؤسسة: قسم الفلسفة، جامعة وهران2 

مشروع : فلسفة الفن، التراث والمهن الثقافية

للإتصال بالمؤلف : عنوان البريد الإلكترونيعنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مخبر البحث  :الأنساق، البنيات النماذج والممارسات، جامعة وهران2

 

 

 

 

مقدمة:

طرحت العلاقة بين التصوف والمرأة من جهة الممارسة اشكالا كبيراً، فلم يكن من المتداول في الأوساط الصوفية على تعددها أن تولت المرأة المشيخة أو الولاية، وربما يعود ذلك الى طغيان الحضور الذكوري على مستوى النص والممارسة، وإذا ما حاولنا أن نقارن بين هذين المستويين نجد أن المرأة من حيث حضورها على مستوى الخطاب الصوفي النصي قد نالت القسط الأوفر في كتابات الكثير من اقطاب الصوفية على غرار ابن عربي الذي خص الكثير من كتاباته وأشعاره الى التغني بالأنثى واعتبارها طريق من طرق الخلاص الروحي والحب الوجداني، وأما من جهة الممارسة فلم يكن للمرأة ذلك الدور الذي حضي به الرجل، فقد بقت على هامش الطريقة، مريدة أو مجرد زائرة.

إن المجتمع الصوفي الجزائري لم يشذ عن ما جرت عليه العادة لدى الفرق الصوفية في شتى بقاع المجتمع الإسلامي، فقد بقت المرأة بعيدة على تولي شؤون الزاوية، وبقت الخلافة حكراً على الرجال، من جهة القوامة والقدرة، ومن جهة ورود الكثير من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي أكدت على الولاية الذكورية، مثل قوله تعالى :((أَلا إِنَّ أَوْلِياء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلاَ هُمْ يحْزَنُونَ))[1].

لكن هناك بعض النماذج الشاذة التي أفرزتهم الظروف التاريخية والاجتماعية وحتى السياسية، ظهرت فيها المرأة بثوب الولية الصالحة المسيرة للمشيخة الزاوية، تقلد الكثير من النساء في المغرب العربي مناصب علمية ودينية مثل "لالة عائشة المنوبية في تونس" و" لالة سيتي" في تلمسان، ولالة ميمونة" في فاس و"العالية" التي كانت تدرس المنطق في الاندلس، ولالة مغنية التي أصبح اسمها لمدينة في غرب الجزائر.

ولعل لالة زينب شيخة الزاوية الرحمانية هي أبرز من مثلت حضور المرأة الصوفية في المجتمع الجزائري، حيث عرفت بذكائها في تسيير شؤون الزاوية، وقدرتها على تولي مقاليد المشيخة بما فيها من أتعاب وأعباء، في ضل فترة عصيبة كان يمر بها المجتمع الجزائري، وهي فترة الاستعمار الفرنسي.

يطرح موضوع بحثنا جانباً مهماً في دراسة المرأة الصوفية واثبات مكانتها وتعميق الروابط بين الدين والمجتمع، ويظهر ذلك جليا في حالات خاصة تتنافس فيها المرأة مع الرجل في قرارات تمس الحياة الدينية والتي كانت محصورة على الرجال دون غيرهم، من هنا جاء هذا البحث ليسلط الضوء على حضور المرأة الصوفية في المجتمع الجزائري، وإلى التركيز على شخصية لالة زينب من جهة تبيان قدرتها على تولي شؤون الزاوية بعد وفاة أبيها، ومن خلال أيضاً عرض أهم مواقفها البارزة طوال فترة حكمها لزاوية.

1- لالة زينب المولد والنشأة:

لقد عرفت الجزائر عبر تاريخها زوايا كان لها دور كبير في نشر الوعي الديني والثقافي بين أوساط السكان وساهمت أيضا بدور إيجابي في تحرير البلاد من السيطرة الاستعمارية والحفاظ على الهوية الوطنية ومقومات الشخصية الجزائرية في مقابل سياسة الفرنسة والتجهيل([2]). ففي الجزائر تنتشر هذه الزوايا بشكل واسع عبر أنحاء الوطن إذ بلغ عددها حوالي 349 زاوية في القرن 19م([3]).وتثبت الإحصاءات أن عدد الزوايا والأضرحة كان يفوق عدد المساجد والمدارس فقد كان بتلمسان ونواحيها أكثر من 30 زاوية في أواخر العهد العثماني، وفي عهد صالح باي كان في قسنطينة 13 زاوية كزاوية سيدي الكتاني، وسيدي المناطقي، وسيدي عبد المؤمن، وسيدي مسيد،وسيدي مخلوف، وسيدي ميمون([4]).

وتعتبر زاوية الهامل القاسمية(*) التي أسسها الشيخ محمد بن أبي القاسم(*) من أشهر الزوايا الموجودة في الجزائر نظير الأعمال التي قدمتها للمجتمع، في غياب شبه تام لسلطة فعلية تؤطر المجتمع وتهتم بحاجياته، وتنتمي زاوية الهامل للطريقة الرحمانية التي أسسها الشيخ عبد الرحمان الأزهري.

ولدت لالة زينب(*) بقرية الهامل حوالي سنة (1268ه/1852م)، وهي الابنةالوحيد للشيخ "محمد بن أبي القاسم([5]*)" مؤسس زاوية الهامل، تعلمت القرآن وعلومه على يد والدها، ثم توجهت الى الدراسات الشرعية فسمعت عن والدها شروح الصحيحين، وكتاب الشفا للقاضي عياض، كما درست التوحيد والفقه، وواصلت اطلاعها على أمهات الكتب الصوفية كالرسالة القشيرية، إحياء علوم الدين، الحكم العطائية، فتكون لها بذلك رصيد معرفي في قضايا علوم الشريعة([6]).

ولقد عانت لالة زينب وحيدة أبيها محمد بن أبي القاسم ويلات التقاليد الاجتماعية المتوارثة التي كانت ترى في المرأة الكائن العاجز عن تسيير شؤون الزاوية، فهي لا تحمل تلك القداسة الروحية والدينية التي قد يحظى بها الرجل باعتباره الزاهد والأقرب الى التدرج في معارج الروحانية، وهي باعتبارها ذلك الكائن المدنس والأرضي الذي يدعوا الى التشبث بالشهوة والجسد.

لكن نظرة والدها التي اختلفت على ما كان سائداً من ازدراء لدور المرأة وحضورها ومكانتها داخل المجتمع، جعله يولي أهمية كبيرة الى تربية أبنته على مبادئ الدين الحنيف وأخلاق الشريعة الإسلامية السمحاء، فتولى تعليمها بنفسه، ووفر لها معلم يحفظها ويعلمها تفسير القرآن الكريم.

وقد تولت لالة زينب بداية الأمر مفاتيح مكتبته الثريةلما لمسه منها من شغف متزايد بطلب العلم، بالإضافة الى جرد أوقاف والدها الذي كان يطلعها على أهم أعماله ومنجزاته، كما تولت رعاية الأرامل والمطلقات المقيمات بالزاوية والذي بلغ عددهن أكثر من أربعين امرأة)[7](، لم تتزوج "لالة زينب" وسخرت حياتها خدمة للفقراء والمساكين حيث تقول عن نفسها:" ... امرأة بكر مرجوة الخير موسومة عند العامة بالصلاح تالية لكتاب الله ذات عفة وصيانة تنفق مالها في سبيل الله على ذوي القربى واليتامى"([8]).

   وقد ترك والدها وصية يوليها من خلالها مشيخة الزاوية بعد مماتها، حيث حكمتها لمدة سبع سنوات كاملة، حيث كانت الزاوية تمثل آنذاك أكبر مؤسسة دينية في المغرب الاسلامي. ومن كونها أول امرأة تتولى إدارة شؤون زاوية بهذا الحجم والمكانة فقد اعتبرتها الباحثة كلنسي سميث" CLANCY-SMITH" أحد أبرز وجوه المقاومة الثقافية التي عرفتها الجزائر نهاية القرن التاسع عشر([9]).

-2-تولي لالة زينب مشيخة الزاوية في ظل سيطرة المجتمع الذكوري:

بوفاة الشيخ "محمد بن أبي القاسم" برز في الأفق صراع كبير حول أحقية خلافته، فكانت ترى "زينب"ابنة الشيخ أحقيتها في خلافة أبيها، بينما كان يرى ابن عمها " محمد ابن الحاج محمد" عكس ذلك، وأنه الأحق لمشيخة الزاوية، وتطورت القضية وتأزمت إلى أن وصلت للإدارة الفرنسية بما فيها مكتب الشؤون الداخلية والحاكم العام نفسه([10]).

من هنا برزت بوادر الصراع الذي سيأخذ أبعاداً مختلفة، فمن له الحق في مشيخة الزاوية؟ الابنة أم ابن الأخ؟ وكيف تستطيع لالة زينب تقلد شؤون الزاوية في ضل تراث ذكوري متراكم لم تسبق فيه أن وصلت المرأة للمرتبة الولاية والمشيخة؟ وهليعد هذا استثناءً في منطقة نائية بعيدة كل البعد عن المدنية والتحضر؟، وكيف خطرت للالة زينب فكرة مشيخة الزاوية أصلا؟ في الوقت الذي كان يعتقد فيه الكل أن مشيخة الزاوية ستؤول للشيخ "محمد بن الحاج" بما في ذلك سكان القرية والادارة الاستعمارية، التي كانت تفضل "محمد بن الحاج" على لالة زينب، نظرا للعلاقة المميزة التي كانت بينهما.

إن الفهم الجيد لفصول هذا الصراع يدفعنا بالرجوع الى الفترة التي سبقت وفاة الشيخ "محمد بن أبي القاسم"، فقبل وفاته بعث برسالة إلى القائد الفرنسي "كروشار([11])" (رئيس المكتب العربي) في بوسعادة يعلمه فيها بأن خليفته هو ابن أخيه "محمد بن الحاج"، مع أن الإدارة الفرنسية كانت تلح على الشيخ دائما بضرورة تعيين خليفته قبل وفاته، وهي تقصد بذلك ابن أخيه " محمد بن الحاج "الذي كانت تربطه علاقات وطيدة مع الإدارة الفرنسية، وبالمقابل فإن لالة زينب اعترضت على هذه الوثيقة بعد وفاة والدها، مبررة أن هذه الوثيقة استصدرت منه وهو في حالة لا يملك فيها كل قواه، واستعملت وثيقة أخرى قديمة تعود إلى سنة (1877م) لتثبت أحقيتها في خلافة أبيها([12])، وأعلنت أنها الوحيدة التي تملك الحق في خلافة أبيها.

فبتاريخ ( 22 شعبان 1294ه/31 أوت 1877م) كتب الشيخ محمد بن أبي القاسم كتابا لصالح ابنته يخول لها فيه التصرف في أملاكه بعد موته وذلك حسب الشعائر الحنفية، لكن القائد الأعلى في بوسعادة تجاهل ذلك الكتاب([13]).

وقد تم استخراج نسخة من هذه الوثيقة تحت رقم (1632)، بتاريخ (09 صفر1315ه/09 جويلية 1897م)، تضمنت وقف الشيخ محمد بن أبي القاسم جميع أملاكه من بساتين وعقار ومواشي وأبقار على ابنته "زينب"، كما تضمنت تفصيلا دقيقا للأماكن والأراضي التي يمتلكها الشيخ([14]).

لكن التجاهل الذي أبدته الإدارة الاستعمارية للوثيقة التي بحوزة السيدة زينب يكون بالضرورة كمؤشر لرفضها تولي مشيخة الزاوية بعد وفاة أبيها، ومحاولة منها إلى تسهيل الأمور لابن عمها لتولي مشيخة الزاوية، وهي بذلك تبدي مساندة ضمنية له.

 إن هذا الاهتمام الذي أبدته الإدارة الاستعمارية حول مسألة خلافة الشيخ محمد ابن أبي القاسم قبل وفاته وبعدها، يبين أن هناك مصلحة قد تجنيها من كل هذا.وللتدليل على ذلك ما قام به القائد "كروشار" مسؤول المكتب العربي الذي إلتقى بالشيخ "محمد ابن أبي القاسم" بمنطقة وادى الهامل قبل مدة قصيرة من وفاته، وقد كان يهدف من هذا اللقاء معرفة من قد تؤول إليه الخلافة بعد وفاة الشيخ محمد بن أبي القاسم، خصوصا إذا علمنا أنه لم ينجب من صلبه أولادا ذكورا سوى ابنته الوحيدة زينب([15]).

 ولا شك ان القائد "كروشار" قد واصل عمله كمن سبقه من القادة أمثال القائد "فورني" الذي كان يرى من خلال التقارير التي رفعها للإدارة الفرنسية أنه من الصائب تولية ابن أخ الشيخ "محمد بن الحاج"لمشخية الزاوية، واستبعاد ابنته زينب([16]).

لقد كان لهذا الدعم آثار وخيمة على الموضوع برمته، فبتاريخ (25 جوان 1897م) إقتحم "محمد بن الحاج" بيت السيدة "زينب" واستولى على بعض الوثائق والأثاث، مما جعل السيدة "زينب" تسارع في إرسال برقية للحاكم العام بالجزائر العاصمة تطالبه فيها بحمايتها وحماية ممتلكاتها وممتلكات أبيها([17]*).

ويمكن أن نورد مقتطفا من هذه الوثيقة، ووصف السيدة" زينب" لحالتها:

 "... معكم ما هو حاصل على هاته العاجزة على المدافعة من التعد والتسلط من ابن عمي محمد بن الحاج محمد بهجومه ونزعه مفاتيح دياري وخزايني جبرا ووضع العسة ليلا ونهارا امام داري وبأطرافها وطرد خدمي ومنعهم من السعي بمصالحي واطالة لسانه علي والدخول الى داري مع اخوته ووالدهم بدون اختياري وبلا اذن مني والحالة انهم ليسوا بمحرم مني حتى انهم يتجاسرون بالدخول ويهتكون الاستار ويطلعون على حرم والدي بقصد اختلاس اموالي مع اموال الايتام التي كانت بيد المرحوم والدى..."([18]).

ويفهم من خلال الوثيقة أن السيدة زينب مستاءة كثيرا من بن عمها، ومن التضييق الذي فرضه عليها، وبغض النظر عما وقع في تلك الحادثة يبقى هناك سؤال يجب أن نطرحه هنا: هل كانت السيدة زينب تدرك أن الإدارة الاستعمارية كانت تدعم "محمد بن الحاج" لخلافة الزاوية؟ وإن كانت كذلك فما هو السبب الكامن وراء مراسلتها هذه إذا علمت أنها غير مرغوب فيها لخلافة أبيها؟

الواضح هنا أن السيدة زينب لم تجد من بيده السلطة لمنع تجاوزات ابن عمها عليها، فلجأت بذلك للإدارة الاستعمارية باعتبارها سلطة فعلية تمكنها من حل قضيتها، ويبدوا أنها من خلال هذه الرسالة أرادت أن تبين حقيقة ابن عمها للإدارة الاستعمارية، أو تقوم بتشويه صورته إن لم تكن هذه الأحداث قد وقعت بحجم وصفها لتفاصيل القضية، ومهما يكن فإن هذه الشكوى تندرج في إطار مطالبتها بأحقيتها في الخلافة من ابن عمها "محمد بن الحاج".

                لقد مثلت هذه الحادثة تطورا كبيرا في مسار الأحداث، ونقطة تحول في نفس الوقت باعتبارها خارجة عن المألوف وعن الرسالة النبيلة التي تقدمها الزاوية في الاقتداء الحسن والتسامح، باعتبارها قد صدرت من شخص كان مرشحا لخلافة عمه "محمد بن أبي القاسم" وفي نفس الوقت ساهمت هذه الحادثة في تأجيج الوضع، كما أن استعانة السيدة "زينب" بالإدارة الاستعمارية للنظر في قضيتها، يكون قد فتح مجالا واسعا لتدخل أطراف خارجية في الموضوع بمن فيهم الإدارة الاستعمارية نفسها.

لقد أبرزت الوثيقة التي بأيدينا أن السيدة زينب لم تكتفى بسرد وقائع الحادثة فقط، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير حيث اتهمت ابن عمها في كونه سببا في وفاة والدها الشيخ محمد بن أبي القاسم خارج الزاوية في طريق عودته من الجزائر، وذلك في قولها:

"... وقد كان هو السبب في تعطيل والدى في اثناء سفره ومنعه من القدوم للزاوية حتى مات خارجاًعن محله مع علمه بهلاكه بواسطة الطبيب الذي كان يعالجه...".

ويبدوا أن السيدة "زينب" قد دفعتها حالة الغضب التي كانت فيها، لتوجيه هذا الاتهام، فعلاقة الشيخ "محمد بن أبي القاسم" مع ابن أخيه "محمد بن الحاج" كانت علاقة جيدة، وكان ملازما له ومعينا طيلة فترة حياته.

  • فكر التسامح وتقبل الآخر لدى لالة زينب :

ان الاهتمام الذي حظيت به المرأة الصوفية على غرار لالة زينب من قبل الباحثين والمؤرخين الأجانب يعد استثناءً، على اعتبار ان هذه الشخصية لم تعنى بالدراسة الكافية من قبل الباحثين الجزائريين، الا ما كتب عنها في شكل مقالات من الصعب وصفها بالأكاديمية، وبالمقابل فإننا نجد دراسات جادة على غرار ما قامت به الكاتبة والصحفية السويسرية إيزابيل ابرهاردت"Isabelle Eberhardt" (1877-1904) (*) التي اعتنقت الإسلام، وربطتها علاقة مميزة مع "لالة زينب" فكتبت عن فترة توليها مشيخة زاوية الهامل، وقد نقلت لنا بعض آراء السيدة زينب فيما يتعلق بنظرتها إلى المجتمع، ومعاناتها في تسيير شؤون الزاوية في كتابها "مذكرات الطريق" ([19]).

                كما نجد دراسة أخرى للرحالة والأديب الفرنسي شارل دي غالان"Charles De Galland" (1851-1923)، رئيس بلدية الجزائر العاصمة (1910-1919) ، والذي كانت له رحلة إلى مدينة بوسعادة سجل فيها انطباعاته عن زاوية الهامل بعد وفاة الشيخ محمد بن أبي القاسم واستقبال السيدة زينب له ومكانتها أوساط الجماهير والأتباع.

  • المواقف التي طبعت حكم لالة زينب في مشيختها لزاوية:

وقد تميزت فترة مشيختها لزاوية الهامل بعدة خصوصيات نذكر منها:

  • تعتبر لالة زينب أول امرأة تولت مشيخة زاوية بحجم زاوية الهامل في الجزائر بعد وفاة أبيها الشيخ محمد بن أبي القاسم.
  • تولت مشيخة الزاوية بعد صراع مرير مع ابن عمها الشيخ "محمد بن الحاج محمد" واستطاعت في النهاية أن تتغلب على مختلف العقبات التي وضعت في طريقها من طرف الإدارة الاستعمارية.
  • حافظت على بقاء الزاوية واستمراريتها وسيرت الإرث المالي الذي تركه والدها بكل حنكة ونجاح.
  • استطاعت "لالة زينب" أن تربط علاقات متميزة مع زوار الزاوية من رحالة وكتاب وصحفيين أمثال الصحفية "ازابيلابراهاردت" والرحالة "شارل دي غالون".

خاتمة:

إن لالة زينب تمثل بحق قدرة المرأة الصوفية على تولي مقاليد الزاوية، إذ استطاعت طوال فترة تسييرها أن تبقي على أهم واجبات الزاوية الروحية من تعليم القرآن الكريم وتوزيع الصداقات على المساكين والفقراء، ورعاية الأيتام والمعوزين، والاعتناء بعائلة "المقراني" الثورية واستقبالهم في الزاوية بعدما نَكلَ بهم المستعمر بعد ثورة المقراني سنة (1871م)، وقد كانت بحكمتها التي اكتسبتها عن ابيها تفض الخصومات وتراسل الاستعمار عن قضايا تخصها وتخص مطالب مجتمعها كما استطاعت أن تحافظ على الأموال التي خلفها والدها من خلال الترشيد الاقتصادي الذي تبنته بالرغم مما أثير حولها من اسراف في التسيير.

قائمة المصادر والمراجع :

-القرآن الكريم.

أ/المراجع بالعربية:

  • أبو القاسم سعد الله: تاريخ الجزائر الثقافي، ج1، دار البصائر، الجزائر، ط6، 2009.
  • تقي الدين بوكعبر: "لالة زينب الهاملية ودورها في المقاومة الثقافية (قراءة في قصيدة شعرية مخطوطة للشيخ محمد بن أحمد القماري)"، مجلة الدراسات التاريخية، الجزائر، ع19، (صفر 1437هـ/ ديسمبر 2015م) .
  • عبد المنعم القاسمي الحسني: زاوية الهامل مسيرة قرن من العطاء والجهاد(1862-1962م)، دار الخليل للنشر والتوزيع ، ط2، 2013.
  • كفاح جرار: زوايا ثائرة من اللوحة إلى البندقية، منشورات الأنيس للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، ط1، 2012.
  • محمد الرؤوف قاسمي الحسني: الاقتصاد التضامني الاجتماعي (نموذج زاوية الهامل ومعهدها)، مركز البحث في الاقتصاد من أجل التنمية، د.ت.
  • محمد نسيب : زوايا العلم والقرآن بالجزائر، دار الفكر، مطبعة النخلة، الجزائر، ط1، 1989م.

ب/المراجع بالفرنسية:

  • Chentouf Tayeb; Le gouverneur et le Cheikh de la zaouia, La succession de Cheikh Bellqacem de la zaouia d’El Hamel (1897-1912), In: Cahiers de la Méditerranée, N°41, 1990. États et pouvoirs en Méditerranée (16ème et 20ème siècles), p49.
  • Julia CLANCY-SMITH: Rebel and Saint, Muslim Notables, Populist Protest, Colonial Encounters (Algeria and Tunisia 1800-1904). Berkeley,  University of California Press, 1994, P 234

ج/ الأرشيف:

  • A.O.M. :16H61. acte d’inventaire des biens du Sheikh Mohammed ben Belgacem d’El-hamel. N° 1632. 08 juillet 1897.
  • A.O.M. :16H61 lettre de Lallazineb au commandant Rebel, a. s. de plainte, sans date

[1]-الآية «62» سورة يونس.

[2]))كفاحجرار: زوايا ثائرة من اللوحة إلى البندقية، منشورات الأنيس للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر،ط1،2012،ص17.

([3]) محمد نسيب :زوايا العلم والقرآن بالجزائر، دار الفكر، مطبعة النخلة، الجزائر، ط1،1989م،ص31.

([4])أبو القاسم سعد الله:تاريخ الجزائر الثقافي، ج1، دار البصائر،الجزائر، ط6، 2009،ص264.

(*) أنظر الملحق رقم(1).

(*) أنظر الملحق رقم(2).

(*)أنظر الملحق رقم(4).

(*)لقب الشيخ المؤسس بألقاب أضيفت إلى اسمه، فلقب بالقشتولي، والجرجري، والأزهري، يضاف إلى اسمه أيضا أبو عبيد الله سيدي محمد بن عبد الرحمان القشتولي الازهري. والملاحظ على هذه الالقاب أنها ارتبطت به نسبة إلى مسقط رأسه أو بالمكان الذي درس فيه.

([6]) عبد المنعم القاسمي الحسني: زاوية الهامل مسيرة قرن من العطاء والجهاد(1862-1962م)، دار الخليل للنشر والتوزيع ، ط2، 2013، ص131.

([7]) Julia CLANCY-SMITH: Rebel and Saint, Muslim Notables, Populist Protest, Colonial Encounters (Algeria and Tunisia 1800-1904). Berkeley,  University of California Press, 1994, P 234.

([8])تقي الدين بوكعبر: "لالة زينب الهاملية ودورها في المقاومة الثقافية (قراءة في قصيدة شعرية مخطوطة للشيخ محمد بن أحمد القماري)"، مجلة الدراسات التاريخية، الجزائر، ع19، (صفر 1437هـ/ ديسمبر 2015م) ، ص266.

([9]) عبد المنعم القاسمي: مرجع سابق، ص 357.

([10])Chentouf Tayeb; Le gouverneur et le Cheikh de la zaouia, La succession de Cheikh Bellqacem de la zaouia d’El Hamel (1897-1912), In: Cahiers de la Méditerranée, N°41, 1990. États et pouvoirs en Méditerranée (16ème et 20ème siècles), p49.

([11]) قائد المكتب العربي بمنطقة بوسعادة وكان أحد الفاعلين في الصراع القائم على مشيخة الزاوية.

([12])أبو القاسم سعد الله: مرجع سابق، ج4، ص163.

([13]) Chentouf Tayeb;opcit, p52.

([14])C.A.O.M. :16H61.acte d’inventaire des biens du Sheikh Mohammed ben Belgacem d’El-hamel. N° 1632. 08 juillet 1897.

([15])محمد الرؤوف قاسمي الحسني: الاقتصاد التضامني الاجتماعي (نموذج زاوية الهامل ومعهدها)، مركز البحث في الاقتصاد من أجل التنمية، د.ت، ص 130.

([16])المرجع نفسه: ص131.

* انظر الملحق رقم(4)

([18]) C.A.O.M. :16H61lettre deLallazineb  au  commandant Rebel, a. s. de plainte, sans date

(*) انظر الملحق رقم (05)

([19])طبع الكتاب بباريس عام 1908.

أحمد أمين page 0006

 

 

أحمد أمين page 0007

فلسفة و ثقافة

علوم اجتماعية

علوم انسانية

أدب و ترجمة